
تجربة سعيد جداد مع الإخفاء القسري
في ١٤ يناير ٢٠١٣ تم استدعائي الي القسم الخاص بمسقط، وعند حضوري تم وضعي في غرفة تحقيق حيث تم التحقيق معي لمدة 10 ساعات من قِبل ثلاثة اشخاص، بعدها حظر مجموعة جنود ملثمين يلبسون الأفرول الأسود، ألبسوا رأسي كيسا أسودا واقتادوني الي جهة مجهولة ولم يتم رفع الكيس الاسود إلا بعد ان أصبحت في زنزانة قذرة ضيقه بها ٣ مكيفات مركزية.
ولم يسمح لي بالتواصل مع عائلتي أو مع محامي. رفض جهاز الأمن الداخلي – جهة الاعتقال- التصريح بمكان حجزي، رغم إصرار عائلتي وسؤالهم المستمر.
بعد حوالي أسبوع، سُمح لأحد أبنائي برؤيتي تحت حراسة مشددة لدقائق معدودة، وبعد حوالي عشرة ايام تم إلباسي الكيس الأسود مجددا ووضعي في سيارة “فان”، التي استمرت بالتحرك لمدة ساعة تقريبا، وبعد أن توقفت وجدت نفسي في مبنى الادعاء العام، حيث تمّ الإفراج عني بكفالة.
في ١٠ ديسمبر ٢٠١٤، خرجت من بيتي حوالي الساعة التاسعة مساء وامام منعطف في الطريق يبعد عن بيتي حوالي كيلو متر واحد، تفاجأت بكمين لسيارة شرطة وسيارة اجرة وسيارة أخرى مدنية، حينما اقتربت منهم أوقفتني سيارة الشرطة، بعدها مباشرة خرج عدة أشخاص بملابس مدنية من سيارة الأجرة والسيارة المدنية، فتحوا أبواب سيارتي وأنزلوني قسرا منها وصادروا مفتاح سيارتي وجهازي النقّال، وقيّدوني ووضعوني في سيارة الأجرة، بعدها بدقائق وصلت سيارات تابعة لــ القوات الخاصة، وأخذوني إلى منزلي وأنا في سيارة الأجرة مقيّد، شنّت كافة القوات حملة تفتيش على المنزل دون مراعاة لحرمته، وصادروا ثلاثة أجهزة كمبيوتر وهاتف نقّال وعدد من سيديهات ومجموعة من كتب، ثم اقتادوني وأنا بقيودي إلى القسم الخاص، فرع صلالة، ووضعوني في معزل عن العالم الخارجي، دون السماح لي بالتواصل مع عائلتي أو مع المحامي، ودون السماح لعائلتي بمعرفة مكان اعتقالي.
الزنزانة التي احتجزت فيها كانت ضيّقة وبلا فراش للنوم عليه أو غطاء، وطعامي كان الماء والخبز والعصائر، الذي كان يقدم لي بكميات قليلة جدا، دون مراعاة لوضعي الصحّي. ثم تفاجأت في أحد الليالي، وتحديدا بعد أسبوع، بنقلي إلى سجن خارج المدينة التي أسكنها، يبعد حوالي 30 كلم، مخصص لمهربي مخدرات ومجرمين، وبعدها تم إعلام عائلتي بمكاني.
نفس سيناريو الاختطاف تكرر مرتين، حيث يتم اقتحام منزلي ومداهمته، الأولى كان في الحادية عشر ليلا، والثانية في الواحدة صباحا. كما تمّ نقلي بين 7 سجون مختلفة، بين مسقط وصلالة.